Tuesday, May 19, 2009

دورة الايام

جلست الأم ذات مساء تساعد أبناءها في مراجعة دروسهم.. وأعطت طفلها الصغير البالغ الرابعة من عمره كراسة للرسم حتى لا يشغلها عما تقوم به من شرح ومذاكرة لإخوته الباقين .. وتذكرت فجأة أنها لم تحضر طعام العشاء لوالد زوجها المسّن الذي يعيش معهم في حجرة خارج المبنى في فناء البيت .. وكانت تقوم بخدمته ما أمكنها ذلك والزوج راض بما تؤديه من خدمة لوالده والذي كان لا يترك حجرته لضعف صحته .. أسرعت بالطعام إليه ..وسألته إن كان بحاجة لأية خدمات أخرى ثم انصرفت عنه . عندما عادت إلى ما كانت عليه مع أبنائها ...لاحظت أن الطفل الصغير يقوم برسم دوائر ومربعات ويضع رموزاً .. فسألته:ما الذي ترسمه ياحبيبي؟ أجابها بكل براءة : إني أرسم بيتي الذي سأعيش فيه عندما أكبر وأتزوج .أسعدها رده.وقالت أين ستنام ؟ فأخذ الطفل يريها كل مربع ويقول هذه غرفة النوم .وهذا المطبخ ..وهذه غرفة الضيوف ..وأخذ يعدد كل ما يعرفه من غرف البيت ..وترك مربعاً منعزلاً خارج الإطار الذي رسمه ويضم جميع الغرف .فتعجبت ..وقالت له : ولماذا هذه الغرفة خارج البيت ؟ منعزلة عن باقي الغرف؟ أجاب : إنها لك سأضعك فيها تعيشين كما يعيش جدي الكبير . صعقت الأم لما قاله وليدها !! وأخذت تسأل نفسها...: هل سأكون وحيدة خارج البيت في الفناء دون أن أتمتع بالحديث مع ابني وأطفاله .؟؟؟!!!! وآنس بكلامهم ومرحهم ولعبهم عندما أعجز عن الحركة ؟؟؟؟ ومن سأكلم حينها ؟؟؟ وهل سأقضي ما بقي من عمري وحيدة بين أربعة جدران دون أن أسمع لباقي أفراد أسرتي صوتاً؟.؟؟؟ أسرعت بمناداة الخدم ..ونقلت بسرعة أثاث الغرفة المخصصة لاستقبال الضيوف والتي عادة تكون أجمل الغرف وأكثرها صدارة في الموقع ..وأحضرت سرير عمها ( والد زوجها ) ونقلت الأثاث المخصص للضيوف إلى غرفته خارجاً في الفناء .. وما إن عاد الزوج من الخارج حتى فوجئ بما رأى ، وعجب له . فسألها : ما الداعي لهذا التغيير؟ ! . أجابته والدموع تترقرق في عينيها: إني أختار أجمل الغرف التي سنعيش بها أنا و أنت إذا أعطانا الله عمراً وعجزنا عن الحركة وليبق الضيوف في غرفة الفناء. ففهم الزوج ما قصدته وأثنى عليها لما فعلته لوالده الذي كان ينظر إليهم ويبتسم بعين راضية . منقوووول لأخذ العبرة

5 Comments:

Blogger r said...

فكرتنى القصه دى تمام بقصه الطبق الخشب اللى عملته بردوا واحده لوالده زوجها لانها كل تعطيها الاكل فى طبق صينى بتكسره
فعلا كما تدين تدان
والديان لا يموت
بس جميل لما نفعله لاجل رضا الله عنا

زياره اولى سعدت جدا بها
دمتى بكل الخير

3:42 PM  
Blogger عمرو said...

بس جوزها ده راجل مش محترم.. توه اللي افتكر إن ليه أب.. القصة دي غاظتني على فكرة.. فيه ناس كتير مش بتحترم الكبير. واحترامهم ليه بيبقى متأخر قوي

أنا جيت هنا..
ارفع يا ابني العلم
:)

1:01 AM  
Blogger عطش الصبار said...

سهر الليالى
القصه دى جميله والام جميله لانها ادركت خطاءها واصلحته الخطأ وارد فى حياتنا لكن الاجمل ادراكه واصلاحه
بوست رائع
تقبلى تحياتى

5:51 AM  
Blogger Amany said...

منورة يا بسنت وفعلا ومع الاسف القصة دى متكررة وللان
عمرو احنا رفعنا العلم وحيانا كمان وصلتك تحيتنا
عطش الصبار منورة
صحيح ان الجيد انها صلحت خطائها بعد فوات الاوان

12:54 AM  
Blogger شبه إنسانه .....( سهوره ) said...

رائع يا سهر
دام قلمك مبدعا
ودمتى بخير

تقبلى مرورى
سهوره

6:14 PM  

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home